احذروا قراصنة التراب !!

 

لو رفعت قبضة من التراب لن يشتريها منك أحد، فــ " الأرض لله ولمن عمرها "، ثقافة نبوية كانت وأمست ضائعة في زمن ارتفاع الأسعار ونهم الجشع، بلدٌ يدعي زعامة السنة تتهافت فيها السنة مع هبوب الرياح، من أجل الإتخام المقيت، حتى تأوهنا على البحار التي تردم لصالح كروش منتفخة، لقد ضاق بنا الفضاء، وأضحت ثروتنا السمكية تحتضر..

اليوم تمردت الصحراء التي غصت بها الخارطة لتحطم قيودها وتمتد زاحفة للخليج، بالأمس كنا نستخلص اللؤلؤ والخيرات منه، واليوم نشاهد الثروة تتقيؤ السموم ومكر بني البشر وأفاعيله، إذ لا يقع الجور إلا على التراب المأهول، أو ما يدر علينا نفعه..

نحن أبناء البحار، وراية القرصان معروفة، وصفاته مألوفة، أوليست سفينته امتدت على اليابسة، ليكون شاه بندر العقار، وياليته كان من غير سطو ولا سرقة، هكذا هم بني البشر لا يسد عيونهم إلا التراب، في زمن يبحث الناس عن أرض يدفنون فيها موتاهم، نشاهد الاحتكار ونهب الأديم، لا لوم للترابي إن عشق ترابيته، ولكن الجور والطمع هو قاصمة الظهر، فسراق الأراضي وقراصنة التراب، يملؤون العالم، وكل هامور يخزن تحت عباءته ما شاء من الهكتارات، والناس يفتشون عن شقة يقتاتون فيها ما بقي لهم من عمر!!

" مونوبولي " ليست قصة خيال، بل كل مواطن يعيش الأزمة، وكلاب العقار تنهش الجياع، والأساس هو المشكلة، فلماذا لا نقتلع الأساس، ونبدأ من جديد؟!، علينا أولاً أنحذر قراصنة التراب، فهذه الأيادي الرحيمة الناعمة تريد الإصلاح لأراضينا باسم جديد، أولم يكن الاستعمار جميلا حينما ظهر؟!، إنها قضية يشم منها ذات الحكاية، فلماذا لا تعمر ملايين الأمتار البيضاء التي يملك صكها فرد واحد عن طريق المنحة كما يصرح احدهم، وهل ينتظر أن تبنى الوحدات السكنية ؟!، ومتى ستسد حاجة 60% من الشعب البترولي الذين لا يملكون سكناً ؟!، انتزاع الملكيات لا تكون إلا للجياع أو للمحرومين المعدمين، أما المتخمون فلا تكفيهم المنح حتى يدعون ما ليس لهم !!

الشعوب بدأت تعيد حساباتها، والقرار بيد من يديره، وليس الأعلى من يدير دائماً، فقد يدير الشعب نفسه، حينما ينفجر المارد من قمقمه، وتبدأ المعادلة تسير في وضعها المحتوم، حينها فقط سينحرون القرصان .