فضلاً : إقرأوا جاسم !!

لحظات تشييع جثمان المهندس جاسم آل قو أحمد
لحظات تشييع جثمان المهندس جاسم آل قو أحمد

 

يا الله ، يا رحمن ، يا رحيم ، يا كريم ، يا غفور ، يا لطيف . هذا غيضٌ من فيض ما يلهج به لسانه العذب ليل نهار وهو ثابتٌ كالطود الشامخ على سرير المرض ، يئنُّ دون ضجر ، راضياً بما قسمهُ الله له من إبتلاءٍ يرى فيه فرصة ثمينة لتخطي الحواجز ، وإجتياز الإختبار الإلهي بإمتياز .

ما زلنا نتعلّم منه معنى الحياة في لحظة العُسر، وومضات الأمل في غبّة اليأس ، تعلّمنا منهُ رافعات العزيمة ، ومُعزِّزات الصبر الذي لا يخور . إنهُ يتوشح ببردة النبوة التي تشعُّ بنور الإله ، ويستنشق عبق الولاية المفعمة برحيق الإمامة فتسري في داخله قوة ربّانية نورانية تؤازره في مقاومة الألم ، وتدفع به نحو سفوح الرجاء .

هو يقول : ما إبتلاني ربي إلاّ لأنه يحبني ، إنّهُ فعلاً يحبني عندما إختارني من بين ملايين البشر لأكون في سدة الإبتلاء ، فالحمدُ لله على كل حال وله الشكر على     ما يرى إليه المآل .

نعم يا جاسم ،  إنّ الصبر الجميل الذي أنت صاحبه لا شكوى فيه ، لهذا فهو لا يخدش وجه محاسنه اعتراض ، ولا يلثم تاجه تسخُّط ، لأنك – يا حبيبي - ترى فيه  سكون للقضاء ، واطمئنان للعاقبة ، وانتظار للفرج ، واحتساب للأجر ، فما أروعك أيها الساهدُ في صبرٍ على كفِّ القدر ، والمتأمل لليسر في العسر ، والضارب بأطناب عزيمتك وجلَدِك في صخر المِحَنْ . 

جسمك النحيل الذي يفيضُ قٍيماً ترسٍّخ كل معاني الوفاء في حلكة الظروف ، ويستشعر اللحظة الفاصلة بين الصبر والجزع فيميل حيث رضا الباري عزّ وجل ، نعم أيها المستبطن للتواضع في شموخ ، وللإنطلاق في الإغلاق ، أراك تجتهد لتدوير زوايا ذاتك حرصاً منك على أن لا تأتي بمحظور ، وتستبق الضجر بالشكر لكي تتمكّن من وزن الأمور التي طالما دانت لإرادتك الصّلبة ، وخفضت جناحها المتمرد لحكمتك التي تزداد بريقاً مع إزدياد عِظَم البلاء .

عهدتُك مهندساً للبيوت ، فإذا بك خبيراً في التعامل مع الأزمات ، تُجيد فن التعاطي مع الألم فتقهر الوجع بذكر الإله ، وحب الرسول ، وآل الرسول ، لا بأس عليكْ ، أيها السابحُ في نورِ الولاءْ ، تُغمِضُ العينَ ولا تخشى البُكاءْ ، وتناجي الله في السرِ ، وفي الجهرِ ، وما بين الخفاء ، أنتَ يعسوب المودةْ والوفاءْ ، لا تُكابرْ أيُّها التنينُ في جسم حبيبي ، فتلطّف بإنحناءْ .         

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 5
1
احمد منصور الكعيبي
24 / 1 / 2012م - 7:09 م
نسإل الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته وان يلهم محبيه الصبر والسلوان ويسكنه فسيح جناته مع نبينا محمد واله الأطهار فبفقده فقدت ام الحمام ابنا بارا مخلصا محبا لبلده ومجتمعه فقد كان متميزا بخلقه الرفيع فإنا لله وانا اليه راجعون ، ونرفع تعازينا الحارة الى عائلة آل قوأحمد الكرام وأن يلهمهم الصبر والسلوان. أحمد منصور أالكعيبي
2
محمد قيصوم ( أبو جواد )
[ أم الحمام - القطيف ]: 25 / 1 / 2012م - 9:11 ص
( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) نعزي عائلة الفقيد وأصدقاءه وأهالي بلدتنا الطيبة بهذا المصاب الجلل . كما أعزيك أستاذي أبو علي وأعلم علم اليقين شعورك حيال هذه الفاجعة التي ألمت بالجميع خصوصا أنه لم يمضي سوى أربعة أشهر على فقد الأستاذ / خالد رضوان رحمه الله وكلاهما عزيزان على قلبك كما أعرف ولكن هذه إرادة الله عز وجل ( صبرا جميلا وبالله المستعان ) أستاذي أبا علي لاشك بأن فقد مثل هذا الرجل المعطاء يعتبر خسارة كبيرة ليس على أهله ودويه بل على المجتمع القطيفي بصورة عامة لما يحمله الفقيد من إخلاص وتفاني في خدمة المجتمع بالدات المؤسسات الدينية كالمساجد والحسينيات أسأل الله أن يعوض بلادنا بأمثاله من الرجال الأوفياء الصادقين وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان .
3
علي حسين
[ ام الحمام ]: 27 / 1 / 2012م - 12:02 م
نعم يا ابا علي هدا غيض من فيض ، وادا لم تخرج هده الكلمات من رجل مثلك فممن تخرج ادا ، وانت الصديق والصاحب والأخ الدي عرفته عن قرب ، فقد كنت للفقيد نعم السند ولا اقول دلك مدحا لك وانما هي الحقيقة التي لمسها الكثير ممن تابعوا وقفتك الصادقة بل وفي اشد المحن كأن تترك فراشك الدافئ وتبقى الى جوار الفقيد في المستشفى ودلك يعني قمة الوفاء لرجل الوفاء الدي أعطى بلا كلل ولا ملل من وقته وجهده وماله ما نعرفه ومالا نعرفه فرحم الله الفقيد والهم اهله ودويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .
4
ابراهيم بن علي الشيخ
28 / 1 / 2012م - 8:41 ص
الأخوة الأكارم :
1 . أحمد بن منصور الكعيبي
2 . أبو جواد القيصوم
3 . علي حسين

أشكركم على مداخلتكم الطيبة التي تنمُّ عن فيض مشاعركم الأخوية النبيلة نحو الفقيد الغالي ، وإن ما وفقني الله للقيام به تجاه ( رفيق الدرب ) إنما هو أقل بكثير مما يستحق مقارنة بعطائه المتدفق في كل إتجاه , ويطيبُ لي هنا أن أشكر عائلته الكريمة على المساحة التي تفضلوا بمنحها لي لأداء الواجب ، مع يقيني بأن هناك طابورٌ طويل من الأصدقاء المخلصين ( أمثالكم ) الذين كانوا على ُأُهبة الإستعداد للبقاء بجواره ليلاً ونهاراً لولا خصوصية الوضع الذي حال دون ذلك في إكراه .
رحم اللهُ الفقيد السعيد الذي ترجم بما ناله من حفاوة التوديع في الموكب المهيب المفهوم الحقيقي ( لفلسفة الوجود ) .
ولكم مودتي وتقديري .
5
فوزي بن احمد امان
[ أم الحمام ]: 8 / 2 / 2012م - 9:40 ص
أبوعلي أعزك الله سعادة الاستاد العزيز

تحية مئلها الشوق والمحبة اهديها لك عبر هدا التعليق واقول بقلب مطمئنا صادقا ان ذلك الشغف التاريخي بحبه وثقافته، أعطاك مجدافا في يد وقلما في اليد الأخرى، وعقلا يانعا، فأبحرت وكتبت في مختلف الفنون، فمخر عباب بحور السياسة والرياضة والفن والفكر والدين والأدب، حتى أصبح لقلمك وكلماتك الرنانة، وعملك المفعم بالاخلاص والتفاني والمحبة نبراسا يستضئ به الجميع، لمقالتك طعم ولون ورائحة لا تعد خلطتها السرية إلا بين أناملك ومخبؤة تحت لسانك.
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ. رحمك الله يا صديق العمر يا أبو أحمد إن الكلمات لتعجز عن التعبير بما فى النفس من ألم الفراق والبعد، كما و اسأل الله أن يجعل مثواك الجنة أنت ومن سبقك من الأحباب، كما واسأله أن لا يطيل المسافة بيننا لنلتقي نحن جميعا في جنة نعيم عند مليك مقتدر.
دمتم لنا أخا عزيزا وموجها ناصحا. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
محبكم/ أبو معتز
إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية