أبائي الكرام أمهاتي الفاضلات.. تعلموا الفيس بوك

 

رسالة مختصرة نوجهها لكل رب أسرة ولكل أم تحتضن الصغار، اليوم اختلف الزمان، ووجب علينا أن نغير وسائل الخطاب، بالأمس كانت العيون تلاحق البنت.. حينما ترفع سماعة الهاتف.. واليوم أصبح الهاتف في غرفتها صوتا وصورة.. وقد يكون الفيس بوك .. القداحة التي يستتفهها البعض !!

أبناء الابتدائية يملكون حسابا في الفيس بوك.. وتصل الحسابات المرتبطة بهم بالآلاف .. فهل نمنع أم نضع قواعد المناعة ؟!

ثقافات الأبناء تتغير بشكل سريع، والآباء في معزل، ناهيك عن المخالفات الكثيرة التي تُقتحم، بمعزل عن معرفة أولياء الأمور، فيا ترى من هم الذين يهربون عن المنزل الآباء أم الأبناء ؟!

في نظرنا هو أن الجميع يمارس عملية الهروب، ولكن الطريقة المتبعة تختلف، فالآباء هروب إلى الخارج، والأبناء هروب من الداخل..

يسأل أحدهم  عن حال الابن.. فيكون الجواب : الحمد لله.. في غرفته بخير.. ولكن المصيبة .. أن يكون ممن يتعاطى المخدرات أو يروج لها.. دون أن يعرف أحد !!

العمليات الخطيرة.. لا تحتاج لمزيد من المهارات .. فقط كن مشتركاً في الفيس بوك، لتجرفك الفيضانات دون أن تشعر، وكما أن للفيس محامد كثيرة، إلا أن الآباء والأمهات عليهم أن يعوا خطورة هذا الفيس.. حتى لا يقلب حياتهم جحيماً دون أن يشعرون !

قلما نجد شاباً أو شابة.. لا يمتلكون حساباً هنا في " الفيس بوك ".. وإن لم يكن اليوم فغداً سيمتلكون، ولكن أغلب الآباء والأمهات.. في معزل وقطيعة تامة عن تعلم هذه التقانة المهمة والخطيرة، إننا لا نفتح مجالا لتجسس الآباء والأمهات على أبنائهم بهذه الدعوة (وَلا تَجَسّسُوا)، ولكن من المهم أن نعرف ثقافة أبنائنا، ومع من يتحدثون، وإلى أي مرفأ تصل الباخرة ؟!

الآباء في الأعم الأغلب غافلون عما يدور في دواخل أبنائهم.. فلماذا لا نتعلم التقانات الحديثة لنعالج ما أفسد الدهر.. إن كان للعطار ما يصلح !!

وحتى لا نضع الصورة التشاؤمية، انقل بعض العبارات التي كتبها أحد الآباء لأبنائه في الفيس : (ابني الغالي محمد كم أنا سعيد بتفوقك الدراسي.

هذا عهدي بك فأنت منذ طفولتك وأنت دائما من المتفوقين وأنا كلي ثقة بأن لديك من القدرات أكثر بكثير مما أنت عليه الآن فكن كما عهدتك. بارك الله فيك وجعلك من المهتدين المهديين وسدد خطاك ونفع بك اهلك ومجتمعك ووطنك وأمتك بحق محمد وآل محمد انه سميع قريب مجيب الدعاء. والدك)

هذه الرسالة رغم صغر حجمها، ورغم  الوقت الزهيد الذي كتبت فيه لربما، إلا أن التربويون يمكنهم أخبارنا بمدى تموج هذه الكلمة التعزيزية، ولعل قلب هذا الولد خير شاهد على ذلك
ولكن السؤال الملح : هل سيمتلك الآباء والأمهات وقتاً لمخاطبة أبنائهم؟! قد يفترق الآباء والأبناء، إلا أن صهوة الفيس بوك.. قد تجمع الجميع.. فلنجعلها مطية جيدة للإصلاح، بدل أن تكون سيئة للإفساد .