مودة ورحمة تدعو لتعاون جماعي للحد من الطلاق المبكر

أظهرت بيانات رسمية عرضتها جمعية مودة ورحمة للتنمية الأسرية خلال اجتماعها مساء الجمعة 21 ربيع الأول 1447 هـ، بمقرها مع عدد من المشايخ والأساتذة، أن معدلات الطلاق في المملكة العربية السعودية تشهد ارتفاعًا ملحوظًا، إذ يقع 65% منها خلال السنة الأولى من الزواج، بل وفي الأشهر الأولى تحديدًا، حسب إحصاءات وزارة العدل.
الجمعية، التي تأسست تحت إشراف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عام 1446 هـ، حذّرت من أن هذه الأرقام تعكس تهديدًا مباشرًا لاستقرار الأسرة السعودية، خصوصًا في ظل هشاشة البدايات الزوجية، وناقشت أبرز التحديات التي تواجه الأسرة السعودية، وفي مقدمتها الارتفاع الملحوظ في معدلات الطلاق، حيث كشفت أن التعليم العالي والصعوبات النفسية يرفعان من معدلات الطلاق المبكر.
إحصاءات تدق ناقوس الخطر
استعرض رئيس مجلس إدارة جمعية مودة ورحمة يونس علي آل صليل عرضًا قدّم من خلاله مجموعة من المؤشرات، أبرزها أن الشباب بين 18 و34 عامًا سجّلوا مستوى منخفضًا في مؤشر الصحة الذهنية «38 نقطة فقط»، رغم كونهم العمود الفقري للمجتمع، بينما كبار السن «55 عامًا فأعلى» أظهروا نتائج أفضل، بمعدل 102 نقطة في الصحة الذهنية، وأظهرت نتائج الحاصلون على تعليم جامعي فأعلى شكّلوا نسبة ملحوظة من حالات الطلاق بلغت 16,3%.
وأضاف آل صليل أن في المنطقة الشرقية، سجّلت المحاكم نسبًا مرتفعة من عقود النكاح مقابل صكوك الطلاق خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس تزايد الضغوط الاجتماعية والنفسية بين الزوجين.
استراتيجيات لحفظ المشهد الأسري
شدد آل صليل على أن الجمعية دورها يتجاوز معالجة الأزمات إلى صناعة الأثر الإيجابي في المجتمع عبر مبادرات الدعم النفسي والاجتماعي للمطلقين، والإرشاد الأسري لتعزيز التفاهم بين الروجين، إضافة إلى برامج التأهيل قبل الزواج.
واختتم آل صليل الاجتماع مؤكدًا على أن الحد من هذه الظاهرة يتطلب تعاونًا مشتركًا بين المؤسسات الرسمية والدينية والمجتمع المدني، مع تكثيف البرامج التوعوية والدعم المباشر للأسر، مشددة على أن“بناء مجتمع متماسك تسوده المودة والرحمة والاستقرار الأسري”هو هدف استراتيجي لا يمكن تحقيقه إلا بجهود جماعية متواصلة.