مع العام الدراسي الجديد «أسر تستحق المساعدة»
تستحق الحياة منا أن نعيش سعداء، تجمعنا الرحمة، نزرع بذور الخير والسلام والأمل، فالغلظة والشدة الزائدة عن حدها تفقدنا حيويتنا وبشاشة وجوهنا وإنشراح صدورنا، فالتواضع واللين من السمات الجميلة والمعاملة الطيبة ومن الإحسان والبر، ترسم في القلوب بياضاً وفي الأنفس صفاءً ونقاء.
مساعدتنا لأخواننا الفقراء والمساكين وخاصة الأيتام منهم واجب ديني وإنساني وواجب إجتماعي ووطني، نغرس في قلوبهم الفرحة ونخفف عنهم صعوبات الحياة، ولا بد إن الإنسان محتاج لأخيه الإنسان بمد يد العون، حتى يتحقق التكافل الإجتماعي والتعاون بأجمل صوره، يلبس ثوباً جديداً في كل وقت ومناسبة، تقرب بعضنا لبعض وتزيح عنا الهموم وتزيل حاجز الخوف الشديد وتقوي عزيمتنا تجاه أبنائنا الذين هم بأمس الحاجة ليخطوا سبل التقدم والنجاح وبكل ثقة وأمان.
تصور لا سمح الله، أن يكون في علمك أسرة محتاجه، لم يبق في بيتها غداء، ولا كساء ولا حتى غطاء يحميها من برد قاس، ولا مكيف يقي من شدة الحر، لاتدري هي في أرض أم في سماء، حياتها من شدة الفقر والعوزة أصبحت في شقاء وعناء، لا تملك شيء لسد رمق جوعها ولا قطرة ماء يشفي لهيب عطشها في جو حار تكاد تتفطر له القلوب ضماءً وعطشاء، أسرة عفيفة حطم الحزن قلبها، ففي الداخل جرح ينزف وبحر من الألم والشقاء أرهقها وعيالها أعباءه يكاد أن يأخدهم إلى طريق مجهول لا قدر الله.
الحمد لله نحن مجتمع بفضل الله متماسكين، أكرمنا الله بحمل الأمانة، بروح التضامن والتكافل مع بعضنا، كالروح في جسد واحد، نتألم لألم بعضنا ونفرح لفرح بعضنا، نعمة كبيرة من رب العالمين، قلوبنا جميعاً نابضةُ بالود والمحبة والإخاء، بداخلنا كل معاني الأخوة الصادقة والتعايش الكريم والإيمان الكبير والوفاء النبيل.
نحن على أبواب عام دراسي جديد، علينا مسؤولية عظيمة، تجاه الأسر المحتاجة من أهالينا، بتقديم المساعدة لهم وإلى أبنائهم الطلبة، يمكننا من خلال التبرع بالمال والملابس والأدوات المدرسية اللازمة، لتمكين أبناء هذه الأسر من الحصول على التعليم الجيد والفرص المستقبلية أسوة بأقرانهم الطلبة والطالبات، فالحقيبة المدرسية على سبيل المثال تعتبر جزءاً مهماً من أستعدادات الطفل وذلك بالتواصل مع الجمعيات أو اللجان الخيرية الرسمية في الدولة حفظها الله، والتي يمكنها تقديم الدعم والمساعدة للمستحقين، ولهذه الأسر المحتاجة بكل سهولة وأريحية، وتكاتفنا الخيري كمجتمع مسلم هو من باب التعاون على البر والتقوى ولكسب الأجر والثواب وسعة الرزق من الله سبحانه وتعالى.
هذه اللفتات الإنسانية وإن كانت بسيطة، فهي يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في حياة الطفل وأسرهم وتشجع الأطفال على التعلم وتقدم لهم الدعم النفسي والتحفيز المعنوي وتمنحهم الثقة والطمأنينة وتصنع جواً من المحبة والألفة والصداقة الجميلة بين الأسر بعضها ببعض وأفراد المجتمع عامةً، تكافلاً إجتماعياً عادلاً لا نضير له.