من السافانا إلى البحر: رحلتنا التي لا تُنسى في أفريقيا
كانت رحلتنا في كينيا، برفقة أخي وابن خالي حسين الحرز، أكثر من مجرد سفر. كانت تجربة غنية غيّرت نظرتنا للطبيعة وأعماق الحياة البرية. من الشعاب المرجانية على الساحل إلى الأراضي الواسعة في السافانا، شهدنا سحر الحياة البرية وجمالها، ورأينا أيضًا التحديات البيئية التي تواجهها.
الغوص في مومباسا: في أعماق البحر وجهاً لوجه مع أسماك القرش.
من أروع التجارب التي عشناها كانت الغوص في منتزه مومباسا البحري الوطني. وبصفتي مدرب غوص معتمد، رأيت الكثير من الشعاب المرجانية، لكن هذه التجربة كانت مختلفة. كنت أنا وابن خالي حسين محاطين بسلاحف بحرية ضخمة، بعضها يُقدّر عمرها من 50 إلى 100 سنة.
المفاجأة الكبرى كانت عندما ظهرت أسماك القرش! في البداية شعرنا بالخوف، لكن المدرب أمسك بنا بهدوء حتى مرّت أسماك القرش بعيدًا.
رأينا أيضًا كركندًا ضخمًا «لوبستر» لم نرَ مثله من قبل، وتنوعًا واسعًا من الشعاب المرجانية. لكن للأسف، لاحظنا أن العديد من الشعاب كانت مبيّضة بسبب تأثير الأنشطة البشرية في المناطق الساحلية، ونتيجة تغير المناخ.
السفاري في تسافو ويست: حيث لا تزال العمالقة تجوب الأرض
بعد البحر، في اليوم التالي توجهنا من الساحل شرقا إلى الداخل غربا نحو منتزه تسافو ويست الوطني، الذي يختلف تمامًا عن محمية شيمبا هيلز التي زرناها سابقًا. الطبيعة هنا قاسية لكن نابضة بالحياة.
شاهدنا أفيالًا ضخمة تتجول في كل مكان، وأسدًا نائمًا تحت شجرة، وزرافة تمشي وحدها عبر الطريق، وكأنها في طريقها الخاص. كما صادفنا مجموعة من النعام ترعى بسلام.
كانت لحظات رائعة، لكنها كانت تذكرنا بأن التوازن بين الإنسان والحياة البرية هش. ففي كثير من المناطق، أدى الرعي الجائر إلى تدهور الأراضي وزيادة التنافس على الموارد بين البشر والحيوانات.
تأملات تتجاوز الحدود
فتحت هذه الرحلة أعيننا على مدى ارتباط القضايا البيئية ببعضها، سواء في اليابسة أو في البحر، وسواء في كينيا أو السعودية. فكلا البلدين في قارتين مختلفتين لكن يواجهان تحديات مثل الرعي الجائر، وتدهور الشعاب المرجانية، وتغير المناخ.
في السعودية، نواجه التصحر والضغوط على البيئة البحرية، لكننا نسير بخطى واعدة عبر مبادرات مثل المبادرة السعودية الخضراء.
هذه الرحلة لم تترك فينا فقط ذكريات جميلة، بل غرست فينا شعورًا أعمق بالمسؤولية تجاه البيئة. عدنا إلى ديارنا بمزيد من الوعي، والإلهام لحماية كوكبنا.