من حفرة لدحديرة.. !

عندما يئست صديقتي من إيجاد عاملة للاستئجار، قررت البحث عن عاملة للتنازل وكالعادة بدأت بالبحث في الإنترنت عن عاملة منزلية لكن هذه المرة للتنازل.

على الرغم من قناعة صديقتي الشديدة بالمثل القائل: «لو كان فيه خير ما رماه الطير» أي أنه لو لم يكن في العاملة عيب حقيقي جعل كفيلها لا يرغب في بقائها معه - في هذا الوقت الذي أصبح فيه استقدام عاملة منزلية من أكلف وأصعب الأمور على الإطلاق - لما فكر في التنازل عنها لشخص آخر ليتخلص منها بدون أن يتكبد أي خسارة، لكن الحاجة لعاملة في المنزل لتساعدهم كانت ملحة. حاولت التفكير بشكل إيجابي فلربما لم تتفق العاملة مع أهل المنزل، أو ربما قرر كفيلها الهجرة فجأة، أو أي سبب آخر يبرر رغبته في التنازل ويُسكت تساؤلات صديقتي الكثيرة!

ومرة أخرى، ومن بداية البحث، تفاجأت صديقتي من كمية العروض الموجودة، ولكن هذه المرة كانت العروض من مؤسسات موارد بشرية معروفة جداً ولها سمعتها في سوق العمل. من فرحتها أرسلت للكثير من الأرقام عن طريق الواتس أب مستفسرة عن العروض. اطمأنت عندما رأت أن الأرقام تخص حسابات تجارية وليست شخصية.

إضافة إلى الاسم، صورة وشعار المؤسسة وأخيراً الاحترافية في التعامل. طلبت بعض السير الذاتية وجاءت الردود كثيرة ومتنوعة فقد أرسلوا لها الكثير من السير لتختار من بينهم، وكانت كل عاملة تنافس الأخرى ومبالغ التنازل أفضل من مبالغ الاستقدام!! ومرة أخرى أخذت صديقتي بالتساؤل، كيف يشتكي الكثير من أقاربها وصديقاتها من عدم توافر العاملات وتأخر مكاتب الاستقدام ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث ليجدوا هذه العروض المذهلة؟ ثم تساءلت مرة أخرى هل معقول أن تكون هي محظوظة لهذه الدرجة وعرفت كيف تصل لتلك العروض التي لم تصل لها صديقاتها؟.

لم تستغرق في التفكير كثيراً كي لا تضيع الوقت. اختارت إحدى العاملات وأرسلت للمكتب اختيارها. أرسل لها الموظف رقم الحساب البنكي وطلب منها تحويل مبلغ التنازل وهو «17000 ريال» كاملاً عليه، فقامت بذلك في دقائق. بعد ذلك أرسل لها رابطًا للدخول عليه وإضافة معلوماتها لإكمال إجراءات التنازل بكل أمان وموثوقية.

فتحت الرابط وقد بدا الموقع وكأنه لإحدى الجهات الحكومية. سجلت في الموقع ووضعت كل المعلومات المطلوبة، أخبرها الموظف أنه سيقوم بإجراءات التنازل الآن وليكمل الإجراءات يجب أن تعطيه رمز التحقق الذي سيصلها فوراً. وصل الرمز، أعطته إياه، وصلتها رسالة وطارت من الفرحة، بالتأكيد هي رسالة تأكيد التنازل. فتحت الرسالة لتقرأ... تم تحويل 50 ألف ريال من حسابها لحساب لا تعرفه، ولولا لطف الله ووضعها حدًّا أعلى يوميًّا للتحويل لسحبوا كل ما لديها!

كاتبة صحفية