بلا عنوان يا ياسمين

بِلا عِنوانَ يَا يَاسَمِينْ "



القَصيدة المُشارِكة في بُردة وسِدرة :

 

إلى الآنَ كُلُّ الزَنَابِقِ خَجلَى ..

 

تَعرَّتْ ، لتَحْمِلَ دَلوًا من العِطْرِ من بِئرِ كُلِّ نَهَارْ ..
كحالِ فَتَاةِ الكَليمِ عَليهِ السَلاَم ..

 

و نَحنُ كَحَالِ الكَليمِ تَمَامَـًا ، عَلَينَا السَلَام !
و كَالمَاءِ يَشْرَبُ ثَغْرَ عُيُونِنِا حَلَّ أحَاجِيَ إيْمَاءةِ البَتَلَاتِ البَسيطْ ..
بَسيطٌ كألغَازِ جدَّهْ ..
تَقُولُ الأحَاجِيْ إليهَا ..

 

و كُنّا كَموسى و ما كانتِ العَينُ مثلَ عَصاهُ و تَلْقَفُ مَا قَبّحَ اللهُ من كُلِّ أفعى ، وكانتْ رهيفةُ قَلبْ..
لتحملَ دَلوَ العطورِ عنِ الفتياتِ الورودِ و أنكَحَهَا اللهُ مِنْهَا و كَانَتْ عُيُونُنا مثلَ جَمَالِ اتِّسَاعِ بُدورِ التمام .

 

مُحَمَّدْ..
.
.
.

 

إلى الآنَ هذي القطيفُ ، جدائلُ شعرِ الهُفُوفِ ، و سِحرُ المدينةِ ، فيها قصائدُ نخلٍ ، قوافي سعف ..

 

مناراتُ أشجارِ بيروتَ ، كلُّ تلالِ أوروبا ، و لمعةُ دمعةِ زيتونةِ القدسِ ما هي إلاّ ثريّا ، مرايا ، و زينةُ عيدٍ تُشغّلُ عيننا ضوءها ، تُطفىء ضوءها ، تلعبُ تلعبُ حتّى تملَّ من الحُسنِ ، تغفو على ريشةٍ من بريقٍ خَطَف ..

 

مُحَمَّدْ..
.
.
.

 

إلى الآنَ بحرُنا لا زالَ يعزفُ نوتاتِ موجْ ..

 

و نحنُ السفينةُ إذ تتمايلُ للّحنِ نحنُ خواصرُ ، أعناقُ رملِ الشواطىءَ ، للموجِ زوجْ ..

 

و هاهوَ بعلُنا كالطفلِ حينَ تشهّى عصيدةَ حُبٍّ تغنّى ، تغلّى ، تكبّرَ ، ثمّ تأزّرَ مكرَ الثعالبِ ، عطفَ الأمومةِ ، دَغدغَ رملنا حتّى تمكّنَ منّا .. وحوّلَ همّنا مِنْ نورساتِهِ فوجًا و فوجْ ..

 

مُحَمَّدْ..
.
.
.

 

لماذا سُهادُ اللياليَ يطفىءُ وهجَ وجوههِ وَجْدُ الندى ؟
مُحَمَّدْ..

 

لماذا صفيرُ الصباحِ تَثَاءبَ في الليلِ حتّى تهادى الصدى ؟
مُحَمَّدْ..

 

لماذا النجومُ تغازلنَ حتّى تلظّى و غَارَ المدَى ؟
مُحَمَّدْ..

 

لماذا المجرّاتُ تبعثُ قُبلةَ شوقٍ إلينا و تُضْمرُ كونًا مِنَ الخفقان ؟
مُحَمَّدْ..

 

لماذا و كوننا أنثى ، و ترقصُ رقصةَ عصفورةِ الدوران ؟
مُحَمَّدْ..

 

مُحَمَّدْ مُحَمَّدْ مُحَمَّدْ..
.
.
.

 

مُحَمَّدْ ، هو الوردُ ، و النخلُ ، و الموجُ ، و العشقُ ، و الوجدُ ، أنقى مِنَ الياسمين ..
مُحَمَّدْ, بُلوجُ النَدى ، و الهُدى ، و الضياءُ ، الذي فيهِ كلُّ النجومِ اصطَفَفْنَ ، اسطفَقْنَ ، و قطّعنَ كلَّ أصابعِ صبرِ الحنين ..

 

مُحَمَّدْ ، و ذاتُ الكمالِ ، الجمالِ مرايا لهُ و الحمامُ ، السلامُ تبثّقَ منهُ ، صفاءً تحدّى صفاءَ السكونِ ، فؤادَ الجنين ..

 

مُحَمَّدْ ، و يا دانماركيُّ جرّبْ و رتّلْ مُحَمَّدْ و لا تقلب الحاءَ هاءَ رجاءً ، ترى ميمهُ غُنّةً ، مرّةً ، مرّتينِ كأنّكَ مثلَ المجانين حتمًا تقبّلُ وجهَ الهواء ، هواكَ و صُبحكَ ، ثلجُك ، ماؤكَ ، مِن بركاتِ شُعاعهِ للعالمين ..
.
.

 

مُحَمَّدْ ، و تاهتْ بعطفِ حنانيهِ طفلةُ قِطٍّ و طفلةُ نبتةِ شوكٍ و طفلُ دماغِ يهوديّةٍ قدْ تفجّرَ كرهُها مِنْ أَخمصَيْهَا إلى فوّهاتِ الجبين ..

 

مُحَمَّدْ ، و كان شهيَّ المُحيّا و يُطعِمُ كِسْرَةَ كَعكةِ وَجْههِ كَسْرَةَ دهرِ الحزينْ ..
مُحَمَّدْ و نَهرٌ منَ العِشقِ يمتدُّ منْ ريقِ عرشِ الإلهِ ليغرفَ منهُ العبيدُ إباءً و حريّةَ المُستكين ..
مُحَمَّدْ ، و حاربَ فقرَ المجرّةِ بعثرَ قفرَ السنين ..
مُحَمَّدْ ، و هشّمَ أغلالَ سجنِ النساءِ و أطلقهنَّ فراشاتِ طُهرٍ وياقوتةً تتلألأُ منها جِباهٌ و طِين ..
.
.
.
مُحَمَّدْ ، ولحنٌ ، موسيقى منَ الضوءِ لا تتوقّفُ حتّى و لو يتحشرجُ نبضُ الزَّمن ..

 

تفرّعَ منها صهيلُ عِناقِ الكفوفِ مع الصدرِ حينَ تنادي حُسينٌ و شجو قراءةِ " باسطَ " حينَ يغنّي " الضُحى " و النُعومةُ في صوت " هاني الوداعيْ " و زلزالُ أحبالِ " باسمَ " ، سِحرُ و رقّةُ " رَاءاتِ " " سيّد حَسَنْ "
.
.
.
تَبَسَّمْ فثغْرُكَ كالشِّعْرِ ، لا ، كالوَطنْ .

 

و دَعْ وَجنتيكَ مرافي تضمُّ بُرادةَ كلَّ السُفنْ .

 

تَبسّمْ فأنتَ مُحَمَّدْ ..
تَبسّمْ فأنتَ مُحَمَّدْ.