أصل الرواية
نموت ألماً وتخرج أرواحنا من أجسامنا عندما نرى من نحب يعاني ويتألم نحس بأننا سنفقده نتوجع، نأن من قلب موجوع، ندرف دموعنا في صمت، نبتسم في وجههم كي لا يحسوا بألم الخوف عليهم نتمنى أن تغادر أرواحنا أيامنا التي رسمت لنا خط الفراق حتى لا نرى تلك الشموع التي أضاءة حياتنا تذوب شيئاً فشيئاً كم هو مر فقد الأحبة والأمر من ذلك فقدهم وهم أحياء.
شعور يقودنا إلى الصراخ الداخلي الغير مسموع يحرقنا لهيب تلك الزفرات التي تخرج على هيئة تنهيدات تتسارع فيها دقات القلب ليسكت اللسان عن الكلام.
وتظل تلك الأنفاس الحارة هي المتنفس، يا لها من صدمةٍ قويةٍ تهدُ الكيان عندما تسمع أحدهم مصاب لأول وهلة، تفقد الإحساس بالألم من شدة وطأة الخبر.
يبدأ دماغك بعرض صورٍ وأحداثٍ مرت بك تربطك به ترعبك فكرة الفقد تحاول الهروب من عيونه حتى لا يشعر بالخوف الذي يقتلك في كل لحظة، تحاول الابتعاد رغبةً في تخفيف ما بك من الخوف عليه مما يجعلك أسيراً بلا حراك تنتظر مجهولاً لا تعلم نهايته ومعركة قتالية تعيشها معه، هو يقاتل المرض الذي يحاول أن ينهي حياته وأنت تقاتل الخوف من فقده فالحياة في نظر الكثير منا من غير وجود من حب لا طعم لها فهي رواية لا معنى لمفرداتها نقرأها قراءة ناقصة لا تستهوينا المتابعة لأنه حذف منها أهم فصولها الذي يمثل اصل الحكاية والعمود الفقري للقصة.
سؤال يطرح نفسه أمام هذه الأعداد المتزايدة من الإصابات التي لا تفرق بين صغاراً ولا كباراً والذين يجدون انفسهم أمام خيار صعب وهو العلاج المدمر الذي ينهك قواهم ويبدل صورهم إلى تلك التي تشبه الخرق البالية.
متى الخلاص؟ هلا توقفت عقول العلماء عن التفكير وعن الاكتشاف؟ وهل أغلقت معامل الأبحاث ووالتجارب؟ هل توقف الإعجاز العلمي عن الوصول إلى حل ينقذ الملايين من البشر؟.
أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا نبحث لها عن إجابات، فبحسب ما قدرته منظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين بالسرطان مع حلول 2020 حوالي 17مليون، كون إن هذا المرض من أكثر الأمراض فتكاً بالإنسان، ولكن التقدير الفعلي اضعاف هذا العدد المدون في سجلات وزارة الصحة العالمية فالضغوطات النفسية التي تتعرض لها أسر هؤلاء المرضى تفوق المتوقع فالمعاناة من الطرفين، الطرف الأول هو المريض والثاني الأهل الذين يرون شبح الموت يحوم حول عزيزهم، خاصة بعد كل جلسة من العلاج يقضيها المريض وتتبدل فيها ملامحه وينهار جسمه وينحل.
وقد تستمر هذه المعاناة على حسب الاستجابة لما يسمونه علاج بل هو دمار يحرق الجسم حرقاً، وهنا تأتي الإرادة الحديدية التي يهبها الله لبعض الأشخاص المحظوظين فعلاً رغبة منهم في الحياة التي هي أكبر تحدي يواجه الإنسان، حيث يظل يقاوم العدو الداخلي الذي يحاول التهام خلاياه ويسلب منها الحياة.
والأمر الثاني والذي يعتبر ظاهرياً كونه دواء معالج للقضاء على هذا الداء المميت حيث من المفترض يحول دون انتشاره وتفاقم الخطر المحذق بالمصاب إلا إنه في واقع الأ مر تدمير لما سلم من الجسم، فأثره قتل الخلايا الحية مئة بالمئة، وتظل المسألة هنا مرتبطة بإرادة الإنسان كونها الفاصل في عملية الشفاء والنجاة من طاعون العصر.
فالإرادة القوية هي سلاح النجاة من عقبات الدهر ونوائبه، تلك الأسطر الحزينة من رواية الحياة التي لابد من استكمال قراءتها إلى النهاية والتي سوف تكون حتماً بإذن الله سعيدة وجميلة بجمال تلك الأرواح المؤمنة المسلّمة لقضاء الله، فحكايات وقصص النجاة التي تروى على ألسنة أصحاب الإرادة القوية كثيرة فيها من التباشير التي توحي بمقدرة الإنسان على هزيمة هذا العدو الشرس، وولادة جديدة لرواية جديدة عنوانها ”إرادة حياة“.