بإختصار أنها المعرفة

إن المعرفة التي تدور حول العلم والحكمة هي بمفهومها الصحيح، إتساع إدراكنا للحقيقة الإلهية، معرفة الله سبحانه وتعالى بالمساحة المسموحة لنا، وللحواس العقلية التي نمتلكها، منها التفكر في صفات الخالق عز وجل قال تعالى: ”قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد“ والتفكر في أياته ومخلوقاته قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

[سورة الأنبياء: 33]

وقوله تعالى: ﴿الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار [آل عمران: 191]

وفي قدراته العظيمة، قال تعالى:

﴿وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

[المؤمنون: 80]

وهي ”افضل العبادة“ كما ورد عن أمامنا الصادق - الأصول من الكافي «ج2ص55».

فالإنسان يصبح أكثر قدرة ونضجاً، كلما زاد وعياً وفهماً عميقاً، من هنا تتجاوز المعرفة لديه حدود الفهم المألوف، إلى حدود ”الحكمة“ وهي من أعلى الدرجات وأثمنها، وقد ورد كذلك عن الإمام الصادق أنه قال: «الحكمة ضياء المعرفة وميراث التقوى، وثمرة الصدق» تفسير أبن كثير «ج2 ص 215».

عُرفت الحكمة بأنها: المعرفة الكاملة بجميع ما يمكن أن يُعرف لتدبير الحياة، وحفظ الصحة، وإختراع وإبتكار الصناعات وبما يعود بالنفع الفرد والمجتمع، والمعرفة توضيحاً وإشارة، ليست كتاباً نقرأه فحسب، ولا درساً نحفظه، هي بدايةً بوابة لفهم الذات، وهي تجربة نعيشها، وكلما اتسعت مساحة المعرفة أتسع إدراكنا للحقيقة المعنية ”معرفة الله جل جلاله“ وجمال الحياة وقسوتها، والحكمة شعلة تضيء، تمنحنا حياة مليئة بالبصيرة والوعي الدائميين، فالجهل يخلق خوفاً يعزل الإنسان عن العالم من حوله، ألا أن المعرفة المبنية على أسس العلم والحكمة، تخلق ثقة تمهد لنا الطريق نحو مستقبل زاهر وطموح بناءً مثمراً.

فني طائرات - جوية - متقاعد - كاتب رأي - بعضآ «شيئآ» من الخواطر والشعر