نكبة معرض الكتاب
لا تمر سنة إلا وننتظر بشغف السنة التي تليها لنذهب لحضور معرض الكتاب الدولي بالرياض فمنذ تسعينات القرن الماضي وأنا أحضر هذه الفعالية والتظاهرة الثقافية الضخمة على مستوى الوطن العربي الكبير، هذه التظاهرة التي أحبها كثيراً لما لها من تأثير عليّ على مستويات شتى على المستوى الثقافي والأدبي والعلمي والمعرفي بل حتى على المستوى الاجتماعي لما تحّمله في طيات أيامها من ذكريات؛ ذكريات ليست ككل الذكريات فهي فريدة ذات طابع يخلد في العقل والقلب والوجدان.
فكم لذهابنا لمعرض الكتاب من ذكريات خاصة مع أصدقاء الحرف والقلم والكتاب الذين جعلوا حياتنا بهجة وسرور ومعرفة وحباً للكتاب والتعلق به.
فكان لأخي وصديقي الكاتب المرحوم زهير علي المحمد علي «رح» من فضل في زيارة معرض الكتاب سواء أكان في الرياض أو جدة أو البحرين أو الشارقة أو حتى الاحساء؛ فكان حريصاً جداً على أن لا يفوت أي معرض أو تظاهرة ثقافية أو أدبية أي كانت معارض أو جلسات أو أمسيات.
ولا أنسى الذكريات مع الأصدقاء أديب الضمين والشاعر عبدالله الهميلي والأستاذ حسين العايش وقت الاستعداد والإطلاق والوصول إلى المعرض ولحظات التنقل بين الدور والبحث عن عناوين الكتب في داخل المعرض.
واختم ذكرياتي بالذهاب مع الصديقين الكاتب والباحث عبدالله بن عبد المحسن الجاسم والقارئ النهم محمد بن سعود الحداد قبل أربع سنوات تقريباً وكانت رحلة جميلة وموفقة اصطدنا فيها ما لذ وطاب من العناوين والكتب الرائعة.
ونأتي إلى مربط الفرس كما يقال وهو الاستعداد للذهاب إلى المعرض لهذه السنة وكما أسلفت سابقاً أصبحت من مدة أربع سنوات أذهب مع مجاميع أو «قروبات» في حافلات وكانت الأقدار تسير على ما يرام، أما هذه السنة فيبدو أني لم أوفق في الاختيار، حيث كنت أتصفح القروبات في «الواتساب» فوقعت عيني على منشور يفيد أن هناك قروب سيسيّر رحلة إلى معرض الكتاب بالرياض فلم أكذب خبراً وعلى الفور تواصلت معهم ليلة الاثنين على أساس أن الرحلة ستكون يوم الجمعة، بعد التواصل معهم تمّت الموافقة ومعي شخص آخر ولتأكيد الحجز تواصلت معهم مجدداً ليلة الجمعة وتم تأكيد الحجز واضافوني معهم في «قروب» المجموعة علماً بأن مبلغ الرحلة «80 ريالاً» ولكن لم يتم التطرق إلى طريقة الدفع هل كاش أم تحويل أم شبكة، المهم أن الموعد كان الساعة الثامنة والنصف صباحاً على أن ينطلقون من إحدى البلدات ويصلون في الموعد المحدد والمكان المحدد القريب من عندنا في مدينة المبرز.
وقفت وصديقي في المكان المتفق عليه منذ الثامنة والربع تقريباً وطال الانتظار حتى الساعة التاسعة فقلت لابد من الاتصال فقد طال الانتظار وفعلاً تم الاتصال وإذا أفاجأ بقوله لقد وصلنا إلى «مفرق خريص» كيف ذلك وبيننا وبينكم موعد قال الموعد الساعة الثامنة والنصف قلت له أنا انتظركم منذ الساعة الثامنة والربع، قال أنت لم تتصل فأزداد عجبي وقلت من يتصل أنتم أم أنا؛ أنا لا أعلم بقدومكم فبمجرد قدومكم تتصلون وهذا ما يقوم به كل القروبات السياحية والمجموعات و«الحملات» الذين ذهبنا معهم سابقاً فلم يحري جواباً وقال عليك الالتحاق بنا، فقلت اذهبوا والله معاكم.
وهنا لابد من كلمة أخيرة، على الذين ليسوا أهلا للقيادة بأن لايتصدوا لها حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه من إيذاء الناس سواء باسم الثقافة أو غيرها وإن لا يكون ألهم هو الدينار والدرهم وتذهب أوقات الناس وأشغالهم سدى وكن مثمناً للمسؤولية قبل كل شيء.