فى رحيل الضياء

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

رَحِمَ اللهُ مَنْ يُهْدِي إِلَى رُوحِ الفقيد الفَاتِحَةَ المُبَارَكَةَ تُسْبِقُهَا الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
صَدَقَ اللهُ العلي العَظِيمُ.

بِقُلُوبٍ يَغْمُرُهَا الحُزْنُ وَالأَسَى، وَبِإِيمَانٍ يَسْكُنُهُ الرِّضَا بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ، نَتَقَدَّمُ بِأَصْدَقِ التَّعَازِي وَالمُوَاسَاةِ إِلَى أُسْرَةِ الفَقِيدِ المَرْحُومِ الشَّابِّ مُحَمَّدٍ جَعْفَرٍ، وَإِلَى عَائِلَةِ الحَرْزِ وَأَحِبَّتِهِمْ وَذَوِيهِمُ الكِرَامِ، وَإِلَى كُلِّ مَنْ شَارَكَ العَزَاءَ مِنْ أَهَالِي أُمِّ الحَمَّامِ وَمِنْ خَارِجِهَا مِنَ الأَحِبَّةِ وَالأَصْدِقَاءِ الكِرَامِ.

لَيْسَ الغِيَابُ انْطِفَاءً، بَلْ تَحَوُّلٌ إِلَى نُورٍ آخَرٍ،
ذَاكَ النُّورُ الَّذِي غَابَ عَنْ حَيَاتِنَا، وَلَكِنَّهُ ظَلَّ فِي قُلُوبِنَا، وَسَيَبْقَى ذِكْرًا خَالِدًا وَأَثَرًا مُضِيئًا.

سَائِلِينَ المَوْلَى –عَزَّ وَجَلَّ– أَنْ يَتَغَمَّدَ رُوحَهُ الطَّاهِرَةَ بِوَاسِعِ رَحْمَتِهِ، وَأَنْ يُسْكِنَهُ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ، وَأَنْ يُلْهِمَ أَهْلَهُ وَذَوِيهِ جَمِيلَ الصَّبْرِ وَالسُّلْوَانَ.

وَإِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

رَحِمَ اللهُ مَنْ يُعِيدُ سُورَةَ الفَاتِحَةِ المُبَارَكَةَ، تُسْبِقُهَا الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.


قَصِيدَةُ رِثَاءٍ: «فِي رَحِيلِ الضِّيَاءِ»

رَحَلَ الضِّيَاءُ وَغُيِّبَتْ أَنْوَارُهُ
وَبَهَاءُ نُورِكَ لَا يَزَالُ لَهُ الأَثَرُ

أَلَمٌ لِفَقْدِكَ جَاثِمٌ فِي صَدْرِنَا
وَالصَّبْرُ مَطْلَبُنَا وَيَغْلِبُنَا القَدَرُ

كُنَّا نَرَاكَ النُّورَ فِي أَيَّامِنَا
وَالآنَ بَعْدَكَ قَدْ تَغَيَّرَ مَا نَظَرُ

ذِكْرَاكَ لَا تَزْهُو وَتَخْفُتُ فِي الدُّنَى
بَلْ كُلُّ حَرْفٍ فِيكَ يَبْكِيهِ السَّهَرُ

يَا طِيبَ نَفْسٍ لَمْ تَزَلْ فِي رُوحِنَا
يَهْفُو إِلَيْكَ الحُبُّ، يَسْكُنُهُ الضَّجَرُ

غَادَرْتَ دُنْيَاكَ وَقَدْ أَوْجَعْتَنَا
بَعْدَ الغِيَابِ، وَمَا أَجَادَ بِهِ السَّفَرُ

مَا زَالَ عِطْرُكَ هَائِمًا بِفِنَائِنَا
تَنْعَاكَ أَطْيَابُ الرُّبَى بَيْنَ الأَثَرِ

يَا مَنْ رَحَلْتَ وَظِلُّكَ البَاقِي بِنَا
فِي كُلِّ نَفْسٍ، حُزْنُهَا لَا يَنْحَسِرُ

لَوْ كَانَ لِلْأَحْزَانِ بَوْحٌ يُنْتَسَى
مَا أَوْرَقَتْ فِي الصَّدْرِ أَنْهَارُ الضَّجَرُ

مَا زِلْتُ أَرْجُو أَنْ أَرَاكَ مُحَمَّدًا
ذَاكَ المُحَيَّا كَانَ يَاسِرَنَا البَصَرُ

رُوحٌ تَسَامَتْ فِي السَّمَاءِ نَقِيَّةً
عَنْ كُلِّ مَا نَسَجَ الخَيَالُ بِهِ الخَبَرُ

وَالْقَلْبُ بَعْدَكَ لَا يَطِيبُ مَعِيشَةً
إِلَّا إِذَا حَلَّ اللِّقَاءُ وَقَدْ حَضَرُ

نَرْجُو لَكَ الغُفْرَانَ يَا نُورَ الدُّجَى
وَرِضَا الإِلَهِ رَجَاؤُنَا وَالمُسْتَقَرُّ

وَسَلَامٌ مِنْ رَبٍّ أَنْتَ فِي رَوْضَاتِهِ
جَنَّاتِ عَدْنٍ بَيْنَ أَخْيَارِ الْبَشَرِ

فَنَمْ قَرِيرَ العَيْنِ يَا غَايَةَ المُنَى
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَعْطَى وَلِلَّهِ مَا أَقَرُّ

رَحِمَ اللهُ الفَقِيدَ بِرَحْمَتِهِ الوَاسِعَةِ،
وَرَحِمَ اللهُ مَنْ يُهْدِي إِلَى رُوحِهِ وَأَرْوَاحِ أَسْلَافِهِ وَالمُؤْمِنِينَ
الفَاتِحَةَ المُبَارَكَةَ تُسْبِقُهَا الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

 جاسم علي آل رضوان
 ٧ / ١٠ / ٢٠٢٥

معلم